2013/03/23

ذات الشال الاحمر




ذات الشال الاحمر :

على قارعه الطريق هناك بالركن مقهى
طاوله ومقعد واقدام الماره تحاذي ذاك الرصيف
يجلس على مقعده كل يوم ويطلب كوب قهوته المره
لا يعشق المر لكن للمر طعم بحياته
يشهق جامعا هواء الصباح البارد
ويدخل ما يستطيع منه الى صدره كانها شهقه مودع
يضع اوراقا واقلام باللون الاحمر والاسود امامه على الطاوله
يرتشف كوب قهوته قليلا
وينفث زفيرا حارا من جوفه
كانه السحاب مصطدما ببروده نسيم الصباح
محدقا بالماره من تدثر بملابسه
ومن يسير والبرد دق عظامه
ومن يجري بعجل ليهرب من
اسنان البرد الجائعه على جسده الدافيء
يدون مايرى باللون الاسود
لا شيء فقط يصفهم على عجل
ويحتسي قهوته ليدفيء جوفا
تعصف بداخله رياح الشمال منذ عشرين عاما
ينظر للمبنى المقابل
اعتدل في جلسته كمن راى شيئا
ويدون باللون الاحمر بكل تفاصيلة
ويصفه حرفا حرفا فقد ميزها عنهم بهتمامه ولون اقلامه
ينظر بـ اهتمام لقد خرجت تهذب شعرها الاشقر
وترتب معطفها الطويل وتلف شالها الاحمر
لفته حول عنقها الطويل واصلحت هندامها
لمحته لبرهه وابتسمت له بعفويه ونظره طفوليه
تلوح بيدها لصديقتها في اعلى المبنى الذي هو يحتسي به قهوته جالسا
يظن بانها تلقي عليه تحيتها لصديقتها الصباحيه
وترسل له بقبله سريعه ودعتها ومضت ذات الشال الاحمر
اعمض عينيه لحفظ المشهد وبه يتحلى كل صباح
فتح عينيه واحتسى كوب قهوته
فمازال ذلك الطيف يحلي له قهوة المرار منذ عشرين عام
احتفظ با اجمل طيف دق قلبه لها
مازال مخلصا لطيف راه منذ عشرين عام
وعندما يتذوق المرار ياتي الى ذاك الركن
من المقهى ويحتسي كوب قهوته مرا
فا حتما طيفها يمر امامه ويحلي ايامه كذا كوب قهوته

بقلمي وكوب قهوتي المر تحلى بطيفك
فهل يبقى طيفك يحلي ايامي
كما الان
لعشرين سنه قادمه
وردة بريدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق